سعيد بن سرور: جودلفين صنعت المستحيل و ثقة سمو الشيخ محمد بن راشد قادتني إلى العالمية

*تعلمنا من قيادتنا ألا نرضى إلا بالرقم “1” وألا نسعد إلا لو حققنا المركز الأول.

*نشأت في أسرة تعشق الخيل و جو يشجع على الاهتمام بها ، وكنت أستمتع بركوبها والعمل معها.

*صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وراء إنجازاتي وفخور بما حققته مع فريق جودلفين.

*9 بطولات في كأس دبي العالمي إنجاز أسطوري

*الأسطورة «دبي ميلينيوم» الأكثر تأثيراً في مسيرتي

*أول موسم لي كان استثنائياً بكل المقاييس

*حققنا إنجازات خالدة ونعمل من أجل مستقبل مليء بالنجاحات

*جودلفين مؤسسة عملاقة صنعت المعجزات منذ نشأتها.

*الوصول للقمة أمر مهم، لكن يبقى الأهم والأصعب هو الحفاظ عليها.

*جودلفين بيتي وحياتي، قضيت معها 28 عاماً من الإنجازات.

 *كل سباق يتواجد فيه اسم جودلفين تحدٍ في حد ذاته.  

مضمار – لندن – خالد مخلوف

يعد المدرب الإماراتي العالمي سعيد بن سرور، نموذجاً فريداً للرياضي الفذ، الذي يعمل دون كللٍ أو مللٍ في سبيل تشريف وطنه، من خلال صناعة الإنجازات في كافة مضامير العالم، ورفع علم دولة الإمارات والتغني باسمها في شتى بقاع الأرض.

وقصة سعيد بن سرور هي حروف يشع منها النور، إذ أن مدرب جودلفين العالمي، والنجم اللامع الذي سطع في مختلف الميادين، أدخل السعادة على عشاق الفروسية من بني وطنه، وذلك من خلال الإنجازات الهائلة التي حققها في كافة مضامير العالم، فكان بحق خير مثال لأبناء الوطن الذين جلبوا له الفخر والإعزاز.

تقلد سعيد بن سرور منصب مدرب جودلفين قبل انطلاقة موسم 1994، ثم انتقل من القوز إلى نيوماركت عام 1995، ومنذ ذلك الوقت استأثر بأضواء الإعلام العالمي بعد أن ذاعت شهرته وتربع على عرش المدربين في العالم ليصبح قبلة للإعلاميين ومحط الاهتمام أينما حلّ ورحل، حيث لا تفارقه الإنجازات والبطولات في مختلف مضامير العالم.

وتمكن سعيد بن سرور خلال 28 عاماً من وضع اسمه وصورته بأبعادها الكاملة على خريطة السباقات العالمية في وطنه دبي وعبر المضامير الأوروبية وصولاً إلى الولايات المتحدة وهونج كونج وأستراليا وسنغافورة.. وفي السطور التالية كان لنا معه هذا الحوار:

ـ كيف كانت بدايتكم مع عالم الخيل، وكيف تطورت مسيرتكم مع السباقات؟

لقد نشأت في جو يشجع على الاهتمام بالخيول، وكنت أستمتع بركوبها والعمل معها منذ سنوات العمر الأولى، وقد كانت تشغل جميع أوقاتي فراغي عندما كنت أعمل ضابطاً في شرطة دبي، وكنت أقوم أيضاً بتدريب الخيول بشغف كبير، حتى قرر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أن يعهد إليّ بتدريب 30 خيلاً عام 1992، ومنذ ذاك الوقت بدأت رحلتي مع عالم الخيول وصناعة الإنجازات، وقد تقلدت منصب مدرب جودلفين قبل انطلاقة موسم السباقات لعام 1994، ومازلت أتولى الإشراف اليومي على تجهيز الخيول للمشاركة في السباقات المختلفة منذ ذلك التاريخ وحتى الآن.

ـ مشوار طويل قضيته مع الخيل، فهل تصف لنا شعورك تجاه هذا المخلوق الرائع بشكل مجرد بعيداً عن تنافس السباقات وتحقيق الألقاب؟

نشأت في أسرة تعشق الخيل، مما قربني بشكل أكبر لحب الخيول، بالفعل هو مخلوق رائع، وأشعر أن حبي له ليس له مثيل، وقد تعلمت ثقافة الفروسية منذ الصغر بعد أن ترعرعت في هذه البيئة التي تحب رياضة الفروسية، مما كان له الأثر الكبير على مسيرتي التدريبية وتحقيق طموحاتي المطلوبة، وأستطيع القول إن الفروسية بالنسبة لي هواية واحتراف.

ـ تتويجك بلقب الأفضل في العالم مراراً.. هل تصف لنا هذا الشعور؟ وهل يفرض عليك مزيداً من العمل والتحدي؟

يعني الكثير، وهو أمر يدعو للفخر، ولا شك أنها إنجازات حققت صدى كبيراً في العالم، لاسيما وأنها تحققت وسط نخبة المدربين والفرسان والخيول الأفضل في العالم، ولا شك أن الإنجازات التي تحققت، يقف وراءها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤسّس فريق جودلفين.

وبالطبع فإن الإنجازات التي حققتها خلال المرحلة الماضية تمثل قوة دفع كبيرة لي من أجل مواصلة المسيرة بقوة، خصوصاً أن سقف طموحاتي مفتوح من أجل تعزيز المكتسبات التي حصلت عليها بعد أن تجاوز عدد مرات فوزي الـ2200 وحصولي على كأس دبي العالمي 9 مرات كما حققت أكثر من 240 بطولة في كرنفال دبي العالمي، وحصلت على لقب أفضل مدرب دولي 4 مرات وأفضل مدرب في العالم 5 مرات وأفضل مدرب في بريطانيا 4 مرات، إضافة إلى ألقاب أخرى، ومما لاشك فيه أن المحافظة على هذه الألقاب تتطلب المزيد من الجهد والعمل الدؤوب للسير على الدرب نفسه من أجل تحقيق المراد خلال المرحلة المقبلة التي تستحوذ على قدر كبير من الأهمية.

ـ هل تتذكر أول فوز، وكيف تصف لنا شعورك عند الانتصار؟

كل لحظة حققنا فيها إنجازاً هي مصدر سعادة لكثير من الناس، ولحظات الانتصارات الكبرى بالتأكيد لا تنسى، والحمد لله حققنا كثيراً من البطولات العظيمة في كل مضامير العالم، وأتذكر أنني بعدما انضممت لفريق العمل في جودلفين قبل انطلاقة موسم السباقات عام 1995، نجحت سريعاً في ترك بصمة رائعة بالساحة البريطانية عندما أحرزت لقبي الأول كبطل للمدربين في بريطانيا في العام التالي من بين 4 ألقاب حصدتها لاحقاً، ثم مضيت للفوز ببطولة المدربين في الأعوام 1998و1999 و2004، والموسم الأول لي مع جودلفين كان استثنائياً بكل المقاييس، حيث أشرفت على تدريب المهر غير المهزوم “لم ترى” للفوز بأفضل ثلاثة سباقات لخيول الثلاث سنوات بأوروبا، وهي سباق الديربي الإنجليزي بمضمار إبسوم عام 1995، وسباق الكينج جورج، والكوين إليزابيث دايموند ستيكس بآسكوت، وسباق بري دو لارك دو تريومف بمضمار لونشون في العاصمة الفرنسية باريس، وجلبت السنة الافتتاحية مزيداً من الإنجازات الكلاسيكية لي بفضل الفوز المستحق للمهرة “مونشيل” بسباق الأوكس الإنجليزي، ثم انتصار المهر “كلاسيك كليشيه” بسباق سانت ليجر ستيكس الإنجليزي، كما فزت مع المهرة الرائعة “كيب فردي” بسباق 1000 جينيس الإنجليزي عام 1998، ومن اللحظات التي لا تنسى فوز الحصان “ديلامي” عام 1999 في سباق بريدرزكب الذي كان من أصعب السباقات، ونلت شرف تحقيق الفوز رقم 100 لجودلفين في سباقات الفئة للدرجة الأولى من خلال فوز “سولماني” بسباق آرلينجتون مليون عام 2003، وحققت مئوية أخرى خلال مهرجان الرويال آسكوت لعام 2008، عندما سطر المهر “كمبانولوجست” الفوز رقم 100 في سباقات الفئة‏‏ الثانية، وذلك من خلال انتصاره الساحق بسباق الفئة الثانية الملك إدوارد السابع ستيكس، وتوالت الانتصارات في كل مكان، وشهدت دانة الدنيا دبي فوزي بكأس دبي العالمي 9 مرات لا أنسى أي لحظة فيها.

– كيف ترى سباقات الخيل في دول الخليج؟

بالنسبة للسباقات في الإمارات، فهي بلاشك تشهد تطوراً كبيراً، مما كان له المردود الإيجابي على مسيرتها في ظل الإمكانات المتوافرة، وحقيقة فإن الاحتراف في رياضة الفروسية لعب دوراً كبيراً في تطورها وبلوغها هذه المرحلة المتقدمة، خصوصاً أن ما يحدث احتراف حقيقي بوجود ملاك ومدربين وفرسان، لتقدم فروسية الإمارات نموذجاً احترافياً للعالم، وقد وضعت أسرة آل مكتوم اللبنة الأولى لرياضة الخيول بالدولة بطريقة احترافية، وعلى أعلى مستوى، وتمتلك الإمارات مضامير عدة يأتي في مقدمتها مضمار ميدان الأسطوري، الذي يعد أكبر وأفضل مضمار في العالم، ويعتبر مفخرة، وانعكس إيجاباً على مسيرة الفروسية بالدولة التي تسير بخطوات ثابتة إلى الأمام في ظل الاهتمام الذي تجده، كذلك رأينا في السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً للفروسية في دول الخليج، فأصبحت البطولات متعددة ولها جوائز قيمة وتستقطب كثيراً من أشهر الخيول في العالم، كما فعلت السعودية على سبيل المثال في العامين الماضيين حين أطلقت كأس السعودية، وأتصور أن كل دول الخليج ستسير على نفس النهج في الفترة المقبلة.

*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية

ـ بدأ الاهتمام بسباقات الخيل العربية يتزايد في دول الخليج بشكل عام، فهل ترى أن الإجراءات المتخذة، وكم ونوعية السباقات كافية لتلبية طموحات الملاك في هذا الشأن؟

سواء الخيول العربية أو المهجنة، فالإمارات تعطي كافة الخيول اهتماماً كبيراً، والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله تعالى، أسس جائزة دبي الدولية للخيول العربية، من أجل نشر ودعم وشهرة الخيل العربي، وهذه الجائزة تُنظم سباقات باسمها في مختلف الدول الأوروبية والأمريكية والعربية، كما أن مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان للخيول العربية يجوب دول العالم لتنظيم سباقات عربية لتحقيق نفس الهدف وهو شهرة ودعم الخيل العربي، وأعتقد أن اهتمام الدول العربية والخليجية بالفروسية تزايد في السنوات الماضية، لكن بمنتهى الصراحة الإمارات قطعت الشوط الأبرز في هذا المجال وحققت انتصارات وإنجازات كبيرة، ونتمنى أن تحذو كل بلداننا العربية حذوها في هذا المجال.

ـ الخيل العربية أخذت حيزاً مهماً في السباقات الدولية من خلال أشواط محدودة فهل هذا كاف، وما السبيل إلى زيادة هذه الأشواط في ظل رعاية الدول الخليجية للسباقات الكبرى؟

طالما ندعم الخيل العربي فسيضطر القائمون على هذه السباقات للاهتمام به أيضاً، وأتصور أن رعاية البلدان الخليجية للأشواط العربية في السباقات الدولية بدأت تؤتي ثمارها، وقد سمعنا أن مضمار رويال آسكوت البريطاني قرر زيادة عدد أشواطه اليومية لمهرجانه الكبير الذي يتم تنظيمه خلال شهر يونيو من كل عام، لتصل إلى 7 أشواط، من بينها سباقاً تم تخصيصه للخيول العربية الأصيلة وهو خبر يؤكد نجاح خطة دعم الحصان العربي.

ـ حزنت أسرة الفروسية العالمية والخليجية بشدة لرحيل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.. فهل تصف لنا الفراغ الذي تركه سموه في عالم السباقات، وكذلك أهم المواقف لكم مع سموه؟ 

ذكرياتي مع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لا تنسى، خاصة خلال بدايات المشاركة في كأس دبي العالمي، حيث أبدى لي النصح والإرشاد والتعليمات باعتباري مدرباً مواطناً، والراحل الكبير كان متابعاً بصفة دائمة لأحوال “المتوكل” واستعداداته للمشاركة في كأس دبي العالمي 1999، وكان يتفقد أحوال الجواد في الإسطبل ليطمئن على جاهزيته للمشاركة في كأس دبي العالمي، ووقتذاك أبلغت الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم بجاهزية المهر لاقتناص اللقب العالمي، وبالفعل صدقت التوقعات وفاز بلقب البطولة، وقد حظيت بحضور ومتابعة الشيخ حمدان بن راشد للبطل بالإسطبل، وكان مرتاحاً لإنجازه العالمي، وأشاد كثيراً بالمجهودات التي بذلناها لإعداده للمنافسة مع الكبار والعمالقة، ولقد كان الراحل الكبير مهتماً لأبعد حد بالخيل وأنسابها، بالإضافة إلى أنه أسس امبراطورية “شادويل” العالمية للتهجين والتوليد والتي تمتلك نخبة من أفضل وأقوى السلالات، إلى جانب أرقى الخيول التي حققت أفضل الإنجازات في مختلف المضامير العالمية وخاصة في بريطانيا، وحقيقة الأمر فإن ذكرياتي مع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، في كأس دبي العالمي لا تُنسى.

ـ ما التحديات التي تواجه جودلفين خلال الفترة القادمة؟

جودلفين مؤسسة عملاقة صنعت المعجزات منذ نشأتها ولأن الوصول للقمة أمر مهم، لكن يبقى الأهم والأصعب هو الحفاظ على هذه القمة، بالتالي فإن كل سباق يتواجد فيه اسم جودلفين هو تحدٍ في حد ذاته، فقد تعلمنا من قيادتنا ألا نرضى إلا بالرقم “1” وألا نسعد إلا لو حققنا المركز الأول، وهذا يضعنا تحت مسؤولية دائمة وهي البقاء في المقدمة، ولذلك فان العمل لا يتوقف ليلاً ولا نهاراً، لأن كل سباق وكل لقب وكل بطولة هو هدف لنا ونعمل لتحقيقه، وبالتالي فالتحديات ستظل موجودة ما دامت المضامير والبطولات لا تتوقف.

ـ ما تقييمك لرزنامة السباقات الإماراتية خلال الموسم؟

الأرقام لا تجامل أحداً وهي من تتحدث عن نفسها، فالإمارات تمتلك 5 مضامير هي ميدان وجبل علي وأبوظبي والعين والشارقة، وعادة تنظم هذه المضامير ما يقرب من 70 حفلاً سنوياً للسباقات في الفترة من نهاية شهر أكتوبر وحتى منتصف أبريل، وكل حفل من هذه الحفلات يشتمل على 6 أو 7 وأحياناً 8 أو 9 أشواط، ما يعني مشاركة عدد هائل من الخيول والمدربين والفرسان، الذي يأتون من كل دول العالم للمشاركة خصوصاً في كرنفال وكأس دبي العالمي، وبالتأكيد مثل هذه الأرقام تؤكد ثراء ونشاط موسم الفروسية في الإمارات.

ـ حققت العديد من الألقاب في سباقات الفئة الأولى، وفي مضامير الخيل العالمية، ولك رحلة طويلة مع جودلفين، فما طموحاتك المستقبلية؟ 

جودلفين بيتي وحياتي، قضي مع جودلفين 28 عاماً، من العمل الذي لا يتوقف، خلال هذه السنوات تم الانتقال من مضمار إلى آخر عبر كافة الدول، فمن بريطانيا إلى أمريكا إلى دول أوروبا إلى هونج كونج إلى أستراليا، فالسباقات والمنافسات لا تقف، نقضي معظم يومنا مع الخيل في الصباح والمساء، وأرى أننا أحرزنا أفضل السباقات على مستوى العالم وهو الهدف الذي نسعى لمواصلة تحقيقه، لا نكل ولا نمل، ولا يوجد إنجاز بدون بذل الكثير من الجهد، لدينا فريق عمل محترف وقبل كل ذلك لا ننسى دور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دعم الفريق بكل شيء، ولعل البيئة وأجواء العمل مناسبة تماماً لمواصلة صناعة الإنجازات، فنحن لا سقف لطموحنا، والإنجازات هي دائماً هدفنا الذي نعمل من أجله.

ـ ما الخيول الأكثر تأثيراً في مسيرتك؟

بكل تأكيد الأسطورة “دبي ميلينيوم” الأكثر تأثيراً في مسيرتي، فهو الخيل الذي حققت معه إنجازات كبيرة، من أبرزها الفوز بكأس دبي العالمي عام 2000، وتسجيل رقمٍ قياسي لايزال صامداً حتى يومنا الحالي، بجانب “ديلامي” الذي أسرجته عام 1999 نحو الفوز بكأس “بريدرز كب” أعظم سباقات الخيل على الساحة الأميركية، أيضاً “ثندر سنو” الذي حققت معه كأس دبي العالمي في عامين متتاليين 2018 و2019 في إنجاز لم يحدث في تاريخ الكأس.

ـ قصة خيل أخذت حيزاً من ذاكرتك؟

من القصص المثيرة التي رافقت مسيرتي، عندما أصيب “لم ترى” بالتهاب في الأمعاء قبل أشهر قليلة من انطلاق موسم السباقات البريطاني عام 1995، قبل أن يتم علاجه وتأهيله حتى استرد عافيته، لأحقق معه إنجاز الديربي الإنجليزي في مشاركته الأول في الموسم.

ـ في سبتمبر 2016، حققت الفوز رقم 2000 في تاريخك، كيف تراه؟

دخلت نادي المايل ستون (معلم) بعد أن تمكن المهر “سكاي هانتر” من الفوز بلقب شوط “كريمبورن ستد فاونديشن ستيكس”، على مضمار جودوود البريطاني، في أواخر سبتمبر 2016، وبالتأكيد أن تحقق 2000 انتصار وأكثر في عالم سباقات الخيل العالمية، فهذا أمر يدعو إلى الفخر والسعادة، لاسيما وأن من بينها أكثر من 200 فوزاً لخيول الفئة الأولى، كما أن من بينها أكثر من 240 بطولة بكرنفال كأس دبي العالمي، ولاشك أن هذه الإنجازات الكبيرة تحسب لدولة الإمارات التي لا تدخر جهداً في سبيل تطوير صناعة الخيل على المستوى العالمي.

*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية

ـ عدد المدربين في دول الخليج والدول العربية بشكل عام محدود مقارنة بأوروبا، فما السبل الكفيلة بزيادة عددهم وتطوير أدائهم؟

أعتقد أن الأمر قد يتغير في المرحلة المقبلة مع انتشار السباقات والبطولات في معظم دول الخليج، وكلما زادت السباقات سيتغير الوضع للأفضل وسيزداد عدد المدربين والفرسان أيضاً، وهناك برامج تؤسس لهذا التوجه، كما أن جائزة سمو الشيخ محمد بن راشد للتميز في سباقات الخيل ستمثل حافزاً كبيراً لكل المدربين والفرسان ليس فقط في الدول العربية وإنما في العالم، كذلك فإن برنامج “مسار”، الذي تقدمه جودلفين، قد يدفع لمزيد من التطور في هذا الأمر، لكونه منحة أكاديمية تجريبية، توفر لمواطني دولة الإمارات فرصة فريدة لا نظير لها لاستلهام تراث الفروسية والتغلغل فيه حتى يصبحوا قادة لهذا القطاع مستقبلاً.

لو عدنا لما قبل أكثر من ربع.. هل كنت تحلم بهذا العدد الكبير من الانتصارات محلياً وعالمياً؟

في جودلفين لا يوجد مستحيل، والهدف دائماً أن نكون في الصدارة، اقتداء برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي قادتنا على مدار السنوات الماضية إلى حصد انتصارات في نخبة السباقات العالمية، وأفخر بأن أكون فرداً من عائلة جودلفين، التي طالت شمس إنجازاتها حوالي 15 دولة حول العالم.

ـ هل ترى أن الإعلام العربي قادر على مسايرة الوتيرة السريعة لمنافسات الخيل، وهل يواكب عملية التطوير المستمرة؟

في الإمارات، الإعلام يهتم بالفروسية ويقدم دوراً ملموساً، سواء على الصعيد المرئي أو المقروء، فالإمارات تملك قناتين متخصصتين في رياضة الفروسية وهما “دبي ريسينج” و”ياس”، بالإضافة إلى مجلة العاديات المتخصصة، وأيضاً الصحف اليومية لا تترك صغيرة ولا كبيرة تخص الفروسية إلا وتتحدث عنها وتفرد لها المساحات اللازمة لتغطيتها، وحتى بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي “السوشيال ميديا” توسع الأمر وأصبحت هذا المواقع تنشر أخبار الخيول والمدربين والفرسان بصورة فورية ومرفقة بكافة الصور والفيديوهات، ولأن العالم أصبح قرية صغيرة كما يقولون، فأعتقد أن الأمر ذاته أصبح متوفراً في الدول العربية وبشكل خاص الخليجية، وأتذكر على سبيل المثال، أنه في لحظات فوزنا بأي بطولة كبيرة تمتد التغطية لوسائل الإعلام كافة وأجد أخبار الفوز منتشرة في كل البلدان، من الإمارات إلى السعودية إلى مصر وغيرها.

ـ كلمــة أخيــرة

ـ لاشك في أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قدم مجهودات عظيمة لرياضة الفروسية بصفة عامة وجودلفين بصفة خاصة، حتى باتت سباقات الخيول محط أنظار العالم، وأيضاً لا شك أن الإنجازات التي تحققت تعد ثمرة اهتمام سموه، وهو ما كان له أثراً كبيراً في وصول الفروسية الإماراتية إلى أعلى المراتب في العالم.

ـ الحفاظ على المكتسبات أمر مهم للغاية، إن ما حققناه من إنجازات سيظل خالداً، لكننا سنواصل العمل بأقصى جهد، بهدف حصد مزيدٍ من الانتصارات والنجاحات، والسعي إلى ألقاب جديدة.

أكثر من 2000 بطولة و246 لقباً كرنفالياً

دخل سعيد بن سرور نادي المايل ستون (معلم) بعد أن تمكن المهر «سكاي هنتر من الفوز بسباق «كريمبورن ستد فاونديشن ستيكس»، على مضمار جودوود البريطاني، في أواخر سبتمبر 2016، مهدياً مدربه الأسطوري الانتصار رقم 2000 في تاريخه.

وكان كرنفال دبي العالمي عام 2011 تكلل بنجاح باهر لسعيد بن سرور، ففي شهر يناير منح الجواد “لوست إن ذا مومنت” ابن سرور الانتصار رقم 100 في سباقات الكرنفال عندما توج بسباق أكويريوس تروفي هانديكاب، وكان الفوز الأول الذي سجله سعيد بن سرور بالكرنفال جاء بواسطة المهرة “كات ستار” حين فازت بسباق 1000 جينيز يوم 7 فبراير 2004.

وفي الحفل الرابع بكرنفال 2016-2017، حقق سعيد بن سرور إنجازاً جديداً وهو الفوز بالبطولة الـ200 في تاريخه بكرنفال كأس دبي العالمي، بعدما فازت الفرس “فيري سبيشال” ببطولة كيب فيردي.

ومنذ انطلاق الكرنفال بشكله الحالي عام 2004، فإن سعيد بن سرور، هو أكثر المدربين تحقيقاً للبطولات برصيد بلغ 246 بطولة، بالإضافة إلى 38 بطولة في أمسيات كأس دبي العالمي.

انطلاقة ولا أروع

الموسم الأول للمدرب الكبير سعيد بن سرور مع فريق جودلفين كان استثنائياً بكافة المقاييس حيث أشرف على تدريب المهر غير المهزوم “لم ترى” فقاده للفوز بأفضل ثلاثة سباقات لخيول الثلاث سنوات بأوروبا وهي سباق الداربي الإنجليزي عام 1995 وسباق الكينج جورج والكوين إليزابيث دايموند ستيكس بآسكوت وسباق بري دو لارك دو تريومف بمضمار لونشون بباريس.

ويحتفظ مدرب جودلفين بسجل ناصع من الإنجازات الخالدة في البطولات الكبرى والتي توجتها المهرة الرائعة “كيب فيردي” بفوزها الساحق بسباق 1000 جينيز الإنجليزي عام 1998.

9 نجوم في كأس العالم

أشرف سعيد بن سرور على تدريب 9 خيول فائزة بكأس دبي العالمي، وكانت ضربة البداية بواسطة “المتوكل” عام 1999، وفي العام التالي سطر الأسطورة سعيد بن سرور مع المهر العملاق “دبي ملينيوم” الذي يعد أحد أعظم الخيول في التاريخ، فوزاً مبهراً بالسباق عام 2000، فيما أحرز المهر “ستريت كراي” اللقب عام 2002، يليه “موون بلد” عام 2003 وتبعه المهر “إليكتروكيوشنست” عام 2006، ثم أضاف النجم “أفريكان ستوري” اللقب السادس عام 2014، ثم أكمل “برينس بيشوب” السباعية عام 2015، وفي عام 2018 أهداه “ثندر سنو” اللقب الثامن، وعاد “ثندر سنو” وكرر إنجازه في عام 2019 مهدياً سعيد بن سرور اللقب التاسع.

أفضل مدرب في العالم 5 مرات

توج سعيد بن سرور 4 مرات بطلاً للمدربين في إنجلترا، كما فاز بسباق كأس أسكوت الذهبية 5 مرات والكنج جورج.

وفاز بن سرور 5 مرات بلقب أفضل مدرب على مستوى العالم وذلك برعاية طيران الإمارات، كما فاز بلقب كأس دبي العالمي 8 مرات، كما توّج بلقب «بريدرزكب» 3 مرات أعوام 1999، 2001، و2009، وفاز 9 مرات ببطولة المدربين في كرنفال كأس دبي العالمي، أعوام 2008 و2009 و2010 و2011 و2012 و2013 و2014 و2015 و2017، واستطاع بواسطة الحصان «هنترز لايت» في عام 2013 أن يحقق الفوز 200 في الفئة الأولى العالمية، وهو إنجاز لم يحققه أحد من قبل في تاريخ سباقات الخيل العالمية.

مئويات خالدة

نال سعيد بن سرور شرف تحقيق الفوز رقم 100 لجودلفين في سباقات الفئة للدرجة الأولى من خلال فوز «سولماني» بسباق آرلينجتون مليون عام 2003.

وحقق سعيد بن سرور مئوية أخرى خلال مهرجان الرويال آسكوت لعام 2008، عندما سطر المهر «كمبانولوجست» الفوز رقم 100 في سباقات الفئة الثانية، وذلك من خلال انتصاره الساحق بسباق الفئة الثانية الملك إدوارد السابع ستيكس.

*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية

ويحرص موقع “مضمار” لسباقات الخيل والفروسية على تغطية ومتابعة كل المنافسات التي تخص الخيل من قفز الحواجز وسباقات السرعة وقوة التحمل وعروض جمال الخيل العربية الأصيلة.