الملكة إليزابيث الثانية “عاشقة الخيل” ..وداعا
مضمار – إنجلترا
تصوير جيتي إيميج و بي إيه آخرون
بعد حياة حافلة بالأحداث أمتدت إلى قرابة قرن رحلت عاشقة الخيل الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة ،التي تعد أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش عن عمر يناعز 96 عاما معظمها أمتلئت بالتحديات ،وورثت الملكة إليزابيث الثانية شغفها بالخيول والسباقات عن والديها، اللذين كانا يحرصان على متابعة سباقات الخيل،وكانت الملكة إليزابيث الأم تفضل سباقات الحواجز، في حين فضلت الأميرة إليزابيث ووالدها سباقات السرعة ،وشجعت الأسرة إليزابيث على ركوب الخيل منذ الصغر، حتى أنها في طفولتها عبرت عن رغبتها في أن تصبح امرأة ريفية تمتلك الكثير من الخيول والكلاب.
*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية
وتركت الملكة إليزابيث الثانية حالة من الحزن الكبير في العالم كله بعد رحيلها ،وكان الأكثر حزنا هو عالم الخيل الذي ارتبط بالملكة المحبة للخيل وللسباقات ،وزاد اهتمام الملكة الراحلة بسباقات الخيل في فترة الحرب العالمية الثانية حين ذهبت بصحبة والدها لتفقد ميدان تدريب الخيول الملكية في ويلتشر،وبدأ شغف إليزابيث بالخيل بدأ في مراحل مبكرة من حياتها،وقالت الملكة لاحقا عن هذه الزيارة وذلك في سياق تقرير للبي بي سي البريطانية، انها تمكنت من الربت على الخيول في الاسطبلات بعد التدريب، ولم تشعر بمثل هذه النعومة الحريرية سابقا عن قيامها بذلك في أي وقت مضى ،كما قامت بزيارات سرية إلى بلدة نيوماركت لمشاهدة خيول والدها أثناء السباقات التي تقام هناك،كما جاء أول ظهور رسمي للملكة الراحلة في سباقات الخيل بعد أسبوعين من نهاية الحرب، وتحديداً في مايو 1945، عندما ذهبت بصحبة الملك والملكة إلى بلدة آسكوت، حيث يقام أحد أشهر سباقات الخيول،ويعتبر سباق آسكوت من أكثر السباقات التي تحظى بالرعاية الملكية، وبعد وصول الملكة إليزابيث إلى العرش عام 1952، حافظت على هذا التقليد حيث أصبح هذا السباق أحد أهم مناسباتها الاجتماعية المفضلة.
وبعد ذلك عرفت الملكة النجاح في ثاني ظهور لها كأحد أصحاب ومربي الخيول خلال مشاركتها في سباق ديربي للخيول إذ حل حصانها “أوريول” في المركز الثاني، وفاز بجائزة الملك جورج السادس والملكة إليزابيث، وكذلك كأس التتويج في سباق آسكوت الملكي،وقالت الملكة لاحقا في حديث لها أن الحصان “أوريول ” كان صاحب شخصية مستقلة ومشاغبة دائما ،وكان طليقا أغلب الوقت في نيوماركت أثناء التدريبات، ولهذا لم أزعجه عندما تحرر من قيده في آسكوت، في اليوم الذي فاز فيه بجائزة الملك جورج السادس،وكان “أوريول” مهرا صغيرا ، لكن الفلوات الإناث الصغار حققت النجاح أكثر في السباقات وحملت الشارات الملكية الحريرية بألوانها البنفسجية والذهبية، والوشاح الغامق المصنوع من القطيفة والمطعم بشرابات ذهبية،وكانت هذه الشارات خاصة بوالدها الملك جورج السادس، وجدها الأكبر الملك إدوارد السابع.
*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية
نجاح كبير
وفي عام 1974، أرسل ديك هيرن، الذي كان يعتبر أفضل مدرب خيول في عصره، الفلوة “هايكلير” التي كانت تملكها الملكة، لتحقق نجاحا كبيرا في سباق “غينيس 1000” في بلدة نيوماركت،وبعد ستة أسابيع حققت الفلوة فوزا آخر بحضور الملكة، وبقيادة جو ميركر، إذ فازت بسباق “فرينش أوكس” في بلدة تشانتلي، وكان الفوزان أحد أبرز إنجازات الخيول الملكية،وهي الفترة التي ارتفعت فيها حظوظ الخيول الخاصة بالملكة،واستمرت انتصارات الخيول الملكية،واحدا تلو الآخر، في وجود كوكبة من أبرز الفرسان مثل ويلي كارسون وفرانك ديتوري،وكان أبرز النجاحات في عام 1977 خلال الاحتفالات باليوبيل الفضي لجلوس الملكة، إذ فاز الحصان دانفيرملاين بسباقي “ذا أوكس” و “سانت ليجر”.
وجرى تدريب هايكلير ودانفيرملاين في اسطبلات “ويست إلزلي” لخيول السباقات، والتي اشترتها الملكة عام 1982.
إهتمام كبير
وبصفتها صاحبة أكبر منشأة لتدريب الخيول في البلاد، كانت الملكة حريصة على زيارة الاسطبلات بشكل مستمرة، وأبدت اهتماما كبيرا بتربية الخيول وتدريبها وتحسين سلالاتها،ورغم الخبرة الجيدة والمعرفة اللتين كانت الملكة تتمتع بهما، تراجع أداء خيولها في السباقات بسبب اشتداد المنافسة من قبل مالكي ومربي الخيول العرب والإيرلنديين والأمريكيين.
*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية
سلالات بريطانية
ومما لا شك في أن للملكة إسهامات عظيمة في تحسين سلالات الخيول البريطانية، من خلال الاسطبل الملكي في ساندرينغهام، إذ أحضرت سلالات جديدة لتحسينها والحفاظ على السلالات الرائعة الموجودة،وبعد ستين عاما من متابعة سباق رويال آسكوت، فازت الفلوة “إستميت” بسباق الكأس الذهبي رقم 207، الأمر الذي كان مبعث سعادة بالغة للملكة ووكيل سباقاتها، جون وارين،وحققت العديد من الخيول الفوز للملكة، لكن الفرس “هايت أوف فاشن” التي باعتها الملكة عام 1983، وأنجبت الحصان نشوان، كانت أحد أفضل الخيول في تاريخ سباقات مسافة الميل ونصف الميل.
ويقول ويلي كارسون إن الملكة “كانت مهتمة بتناسل الخيل، ربما أكثر من السباقات نفسها،وحين أذكر شيئا ما عن حصان، كانت تقول “أمه كانت كذلك”،ورغم فوز الخيول الملكية بأكثر من 600 سباق، في بريطانيا وخارجها، إلا أن الملكة فشلت في تحقيق هدفها الأكبر، وهو الفوز بسباق “دربي” التقليدي.
لكن الفائز بالسباق عام 2005، وهو الحصان “موتيفيتور” الذي كانت تملكه اسطبلات رويال آسكوت، ينحدر من سلالة تتصل بالخيول الملكية، وأصبح أحد خيول التناسل في ساندرينغهام.
*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية
مساهمة جليلة
وبعد وفاة الملكة إليزابيث الأم، ورثت الملكة عدداً من خيول القفز. وفي عام 2009، حضرت الملكة مهرجان شيلتنهام لأول مرة لمشاهدة حصانها “باربارز شوب”، الذي حل في المركز السابع في سباق الكأس الذهبي، متخلفاً كثيراً عن الفائز الذي لا يشق له غبار “كاوتو ستار”.،لكن عام 2013 شهد فرحة كبيرة بفوز الفلوة الملكية “إستيميت” بالكأس الذهبي في سباق آسكوت، لتكون الملكة أول جليس على العرش يفوز بالسباق منذ تدشينه عام 1807.
كأس ذهبي
وجعلت الفلوة “إستيميت” الملكة أول حاكم للبلاد يفوز بالكأس الذهبي في سباقات آسكوت منذ تدشينها،وكان من المقرر أن تسلم الملكة الجائزة للفائز، فوجدت نفسها تستلم الكأس من يد ابنها، دوق يورك،ووقف الفارس ريان مور بجانبها بفخر، وقال: “فازت الفلوة عن جدارة. السباق باسم الملكة أمر رائع، لكن الفوز بالكأس الذهبي وحمل ألوان الملكة أمر استثنائي”.،وبعد تقاعد “إستيميت”، ذهبت إلى الاسطبل الملكي في ساندرينغهام، حيث وضعت مهرها الأول عام 2016.
وكانت إسهامات الملكة في سباقات الخيل جليلة، خاصة فيما يتعلق بتناسلها، ولا شك في أنها كانت شغوفة بالرياضة، وكانت تستمتع جداً بمشاهدتها.
وقالت ذات مرة: “ثمة ميل للمقامرة لدى كل شخص، وثمة أمل دائما أن يكون حصاني أفضل من حصان الرجل الآخر، ولهذا أستمر في المشاركة”.
*موقع “مضمار” الإخباري لسباقات الخيل والفروسية
ويحرص موقع “مضمار” لسباقات الخيل والفروسية على تغطية ومتابعة كل المنافسات التي تخص الخيل، من قفز الحواجز وسباقات السرعة وقوة التحمل وعروض جمال الخيل العربية الأصيلة،التي تخص دول الخليج العربي في الداخل والخارج بكلا من المملكة العربية السعودية ،ودولة الإمارات العربية المتحدة ،ودولة قطر،ودولة الكويت،وسلطنة عمان ،ومملكة البحرين.